من التجمعات الدولية التي لفتت الانتباه إليها الآونة الأخيرة تلك التي تطلق على نفسها مجموعة بريكس BRICS, و التي تسعى الجزائر جاهدة لانظمام لها , فيا ترى ماهي ؟و ماهي اهدافها ؟
بريكس BRICS، حسب موقعها الرسمي على الإنترنت، منظمة تجمع خمسة دول هي البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا. وكانت روسيا هي التي شرعت في إنشائها. ففي 20 سبتمبر 2006 تم عقد أول اجتماع وزاري للمجموعة بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما تقرر حسب نفس المصدر خلال قمة بريكس بالبرازيل في 15-16 يوليو 2014، إنشاء بنك للتنمية وتبني معاهدة لوضع احتياطي طارئ للمجموعة، التي باتت تمتلك ما مجموعه 200 مليار دولار.
بريكس هو تكتل اقتصادي ويضم بعضويته خمس دول ناشئة هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. وكانت تُسمى من قبل مجموعة “بريك” قبل انضمام جنوب أفريقيا إليها عام 2010 ليصبح اسمها “بريكس”.
ويُعد منتدى بريكس منظمة دولية مستقلة تعمل على تشجيع التعاون التجاري والسياسي والثقافي بين الدول المنضوية بعضويته , و كذا دعم السلام والأمن والتنمية الاقتصادية في العالم.
وتعتبر كل دول بريكس الخمس -ربما باستثناء روسيا- نامية أو دولا صناعية جديدة، وتتميز بضخامة اقتصاداتها.
وربما كان أهم الإشارات إلى أهمية بريكس للاقتصاد العالمي نصيبها من احتياطيات العملة الأجنبية. وهذه الدول الأربع تعتبر من بين أكبر عشر دول تحتفظ باحتياطيات تبلغ نحو 40% من مجموع احتياطيات العالم.
تشكل مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة، وعدد سكانها يقارب 40% من سكان الأرض، وتمتلك 25% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ومن المتوقع بحلول عام 2050 أن تنافس اقتصادات هذه الدول، اقتصاد أغنى الدول في العالم حالياً، حسب مجموعة غولدمان ساكس البنكية العالمية، كما تسعى هذه الدول لتشكيل حلف أو نادٍ سياسي فيما بينها مستقبلاً.
هناك عدد من المكونات التركيبات المالية والاقتصادية في البنية المالية لبريكس، أهمها وهما بنك التنمية الجديد (NDB) أو يشار إليهما أحيانا باسم بنك تنمية البريكس وترتيبات الاحتياطي الاحتياطي (CRA). تم توقيع كل من هذين المكونين في معاهدة في عام 2014 وتم تنشيطهما عام 2015.
نظام الدفع بين دول البريكس
نظام الدفع لمجموعة بريكس (BRICS payment system) تم الحديث عنه في قمة بريكس 2015 في روسيا، حيث بدأ وزراء من دول المجموعة، بإجراء مشاورات لنظام الدفع الذي سيكون بديلاً لنظام سويفت. وصرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف “إن وزراء المالية والتنفيذيين في البريكس (البنك المركزي يتفاوضون حول الامر، ليتم وضع أنظمة الدفع والانتقال إلى التسويات بالعملات وطنية … نظام دفع متعدّد الأطراف متعدّد الجنسيات من شأنه توفير قدر أكبر من الاستقلالية ، سيخلق ضمانة أكيدة لـ “بريكس”.
كما بدأ البنك المركزي الروسي (المعروف اختصارا CBR) بمشاورات مع دول بريكس لنظام الدفع الذي سيكون بديلا لنظام سويفت. الفوائد الرئيسية التي تم إبرازها هي “النسخ الاحتياطي” والتكرار في حالة حدوث تعطل في نظام سويفت. صرح نائب محافظ البنك المركزي الروسي ، أولغا سكوروبوجاتوفا ،”إن الموضوع الوحيد الذي قد يهمنا جميعًا في بريكس هو النظر والتحدث حول إمكانية وضع نظام ينطبق على دول البريكس ، وتستخدم كنسخة احتياطية..
كما بدأت الصين في تطوير نظام الدفع الخاص بها والذي يسمى نظام المدفوعات عبر الحدود بين البنوك ( ‘CIPS’ ) (Cross-Border Inter-Bank Payments System) والذي سيكون بديلاً لنظام سويفت. وهو نظام مدفوعات بديلة مخطط لـ SWIFT التي من شأنها أن توفر شبكة تمكن الشعوب في جميع أنحاء العالم لإرسال واستقبال المعلومات حول المعاملات المالية في بيئة آمنة وموحدة.
دول البريكس لا يشملها تحالف سياسي إلاَ أنها تنسق فيما بينها للتأثير في الاتفاقيات التجارية الأساسية، فلديها القدرة على تشكيل تكتل إقتصادي قوي خارج إطار المجموعة الصناعية السبعة G7 ، فدول البريكس أكثر تطوراً في المجال الاقتصادي في العالم، وهذا الأمر يدعمه عدد من النقاط منها البرازيل عملاق أمريكا اللاتينية من أكثر الدول المزودة للمواد الخام، وروسيا مصدر عالمي للطاقة الكامنة والغاز ، والهند هي مصدر مهم لتكنولوجيا المعلومات، أما الصين فلها موقع إنتاجي وديموغرافي متقدم ومتطور، وأخيراً جنوب أفريقيا هي منطقة تعدين مهمة عالمياً وموقع استراتيجي عالمي مهم جدا بإشرافها على المحيط الهندي والمحيط الأطلسي معا، هذه الركائز المهمة تتمتع بها دول البريكس على الرغم من ارتفاع نسبة الأمية في بعض أعضائها كالهند مثلاً حيث نسبة الأمة فيها ( 30% )، إلاَ أنها استطاعت تجاوز هذه الصعوبات بإصلاحات سياسية كي تتمكن من دخول الاقتصاد العالمي إذ تركز دول المجموعة بصورة دقيقة على التعليم والاستثمار الخارجي والمشاريع الصناعية المحلية الضخمة، مع دعمها بوزن دبلوماسي أكبر على الصعيد الدولي .
البريكس قطب جديد في العلاقات الدولية وذلك راجع إلى عدة عوامل ساهمت في ذلك، أهمها طبيعة الدول المشكلة للتكتل التي تملك قدرات إقتصادية وعسكرية معتبرة، كما أن ثراء هذه الدول بالموارد والطاقات أسهم في خلق تنوع وتعدد في مصادر الطاقة والتصنيع، ومنه إلى تكامل في عدة ميادين رغم التباعد الجغرافي.
إضافة إلى ذلك عامل آخر وهو تقاطع مصالح هذه الدول وأهدافها المشتركة في سبيل التحول نحو إقتصاد عالمي جديد وإرساء دعائم لنظام دولي متعدد الأقطاب، حيث تم ترجمة هذه الأهداف في زيادة وتيرة التعاون التقني والإقتصادي. حيث تسعى دول “بريكس” إلى إنشاء كابل إنترنت خاص بها لتفادي عمليات التجسس الأمريكية على سبيل المثال لا الحصر، كما تسعى إلى خفض التعاملات الدولارية بين الدول الخمس وخلق عدة مؤسسات اقتصادية مثل (البنك الجديد للتنمية) لتعزيز وتنسيق التعاون بين دول المجموعة وتقوية عصبها الإقتصادي على الصعيد الدولي.
خطة بريكس بلس BRICS plus هي خطة تم الحديث عنها في قمة شيامين 2017 بحيث يتم إضافة دول بطريقة معينة إلى المجموعة، مثل جنوب أفريقيا التي انضمت عام 2011، أو دول ضيوف بشكل دائم أو مشاركين بالحوار. أبدت الكثير من الدول الرغبة بانضمامها إلى المجموعة مثل، أفغانستان، الأرجنتين، إندونيسيا، المكسيك وتركيا، وأبدوا اهتمامًا قويًا بالعضوية الكاملة في البريكس، بينما مصر ، إيران، نيجيريا، السودان، سوريا ومؤخراً بنغلاديش واليونان عبّروا عن اهتمامهم بالانضمام إلى البريكس.[26][29][31][32][33] ويتم غلبا دعوة بعض الدول للمشاركة في القمة إلى جانب زعماء الدول الخمسة من أجل الحوار على هامش القمة.[34]
في عام 2010 تم دعوة فلسطين وجنوب أفريقيا (قبل انضمامها) لحضور القمة كمراقب. وفي عام عام 2014 في البرازيل أيضا تم عقد قمة ثنائية بين بريكس و مجموعة UNASUR وهي اتحاد دول أمريكا الجنوبية التي تضم الأرجنتين بوليفيا تشيلي كولومبيا الإكوادور غيانا البارغواي بيرو وسورينام وأورغواي وفنزويلا. في عام 2015 في قمة أوفا في روسيا تم عقد قمة ثنائية بين مجموعتي بريكس وقمة منظمة شنغهاي حيث روسيا والصين عضوان بها، وتعد من المنظمات التي تهدف إلى ثنائية القطب في العالم أمنيا وعسكريا. وفي قمة غوا 2016 في الهند تم دعوة مجموعة BIMSTEC التي تضم دول خليج البنغال التي تعد الهند عضوا بها إلى جانب بنغلادش بوتان وميانمار ونيبال وسري لانكا وتايلاند. عام 2017 في شيامين شاركت دول مصر المكسيك طاجيكستان تايلاند غينيا EMDCD في القمة. وعام 2018 شاركت دول الأرجنتين وتركيا في قمة جوهانسبيرغ.